أساليب التعليم الجزء الأول
توجد طرق تعليمية متنوعة ومختلفة، سواء كانت صريحة أو نشطة، تهدف إلى تعزيز فعالية تعلم اللاعبين في الرياضات الجماعية مثل كرة القدم الخماسية، التي كما أظهرنا، هي رياضة إدراكية-قرارية. لقد رأينا أن هناك اختلافات بين التعليم المباشر التقليدي والتعليم الديناميكي الأكثر نشاطًا ومشاركة، والذي يسهم في بروز لاعبين أذكياء. لذلك، يجب أن يكون أحد أهدافنا التأكد من أن المتعلمين، أي اللاعبين، هم عناصر محورية مشاركون بشكل مسؤول ومباشر في النشاط.
سوف ننظر الآن في الاختلافات بين التعليم المباشر أو البيداغوجيا الصريحة والتعليم الديناميكي أو البيداغوجيا النشطة.
التعليم المباشر أو البيداغوجيا الصريحة
التعليمات أو التوجيهات المباشرة
يلعب اللاعب دورًا سلبيًا في عملية التعليم/التعلم. يقوم المدرب بتزويد اللاعبين بمعلومات مباشرة لحل مشكلة حركية ويحدد طرق التنفيذ. هذه العملية مناسبة عندما يتعلق الأمر بتطوير الأتمتة، حتى وإن كان من المناسب عمومًا التخلي عنها تدريجيًا من أجل إنشاء تلقائية تعتمد على اتخاذ القرار.
كما ذُكر سابقًا، في هذا النمط من التعليم، يقرر المدرب التمرين ويشرح كيفية تنفيذه، في حين يقوم بتوجيه ومراقبة تنفيذه ومن ثم تقديم تغذية راجعة محتملة. تقتصر مشاركة اللاعبين على تنفيذ التمارين التي حددها المدرب.
إسناد المهام
تُقَدم تمارين مختلفة للاعبين حسب الدور الذي نريد أن يؤدوه. يشرح المدرب كيف يريد أن ينفذوا التمارين بوضع قواعد تتعلق بأدائها، بينما يتحمل اللاعبون مسؤولية ما يفعلونه لحل المشكلات التي تواجههم. يقدم المدرب تغذية راجعة حول اختيارات اللاعبين وتقييمهم للموقف. يشارك اللاعبون بشكل أكبر مقارنةً بإعطاء المدرب تعليمات مباشرة، لأنهم يختارون التمارين التي يرونها مناسبة من بين تلك التي يقدمها المدرب.
التعليم التبادلي
يحدد المدرب التمارين ويشرح كيفية تنفيذها. يتم العمل في أزواج، حيث يكون أحد اللاعبين مكلفًا بمراقبة التمرين وتقديم المعلومات للآخر الذي ينفذه وتصحيح الأخطاء عند الضرورة. ثم يتم عكس الأدوار. يشرف المدرب على التمرين بينما يقوم اللاعبون بإرشاد وتصحيح بعضهم البعض. تُقدم التغذية الراجعة من المدرب بعد استشارة اللاعبين الاثنين (الذي ينفذ التمرين والذي يراقبه). يشارك اللاعبون بتنفيذ التمرين، وتصحيح زميلهم، ومراقبة التمرين، حتى لو لم يشاركوا في اختياره.
استنساخ النماذج
يحاول اللاعب استنساخ نموذج معين لنشاط حركي يتضمن حركات أو تمارين محددة. يتم اختيار هذا النموذج من قبل المدرب ويمكن عرضه من قِبَله أو من قِبَل لاعب آخر أو شخص خارج الجلسة (على سبيل المثال لاعب مشهور قام بالفعل بأداء الحركة التقنية التي يهدف التمرين إلى العمل عليها).
التعليم الفردي / المبرمج
يُعد التعليم الفردي خيارًا منهجيًا يمكن تطبيقه في الحالات التي يتعين فيها على لاعب العمل بشكل منفصل عن زملائه، مما يسمح بمواءمة تعلمه مع قدراته الأولية، وسرعة تعلمه، وأهدافه وبرامجه الفردية للعمل، وتخصيص أعباء عمل تتناسب مع حالته البدنية. والهدف من ذلك هو توفير نهج تعليمي متنوع يعزز التعلم دون عزل اللاعبين عن بعضهم البعض. ومع ذلك، يجب التمييز بوضوح بين التعليم الفردي والتعليم الفردي الحصري، حيث يتابع المدرب لاعبًا واحدًا فقط.
يجب تطبيق هذا النوع من الأساليب على المجموعات المتنوعة في الفئات الصغرى، حيث أنه في مجموعة واحدة من الأطفال، ليس من غير المعتاد العثور على مستويات مختلفة من التطور الحركي، والقدرات المعرفية، وسرعة التعلم. لذلك، يتعين علينا من وقت لآخر اللجوء إلى هذه الطريقة لزيادة سرعة تعلم بعض اللاعبين، حتى وإن كان التعليم الفردي يستخدم بشكل أقل في النهج التعليمية الحديثة لتدريب الفرق الرياضية التي تركز على التفاعل الاجتماعي.
الخصائص الرئيسية والبنية الإجرائية للتعليم الفردي من حيث التنظيم، والتنفيذ، وتقييم الجلسة التدريبية هي كما يلي:
- يركز المدرب على الصفات الفردية لكل لاعب وعلى عملية تعلمه من خلال تحديد أهداف محددة تتناسب مع احتياجاته الفردية.
- على الرغم من التخلص من بعض جوانب التفاعل الاجتماعي المرتبطة باللعبة، فإن هذا النهج يسمح بمراقبة ومتابعة فردية أقرب لكل لاعب.
- تُعتبر هذه الأداة التعليمية مفيدة لتعزيز تطوير بعض الجوانب المتعلقة بالقدرات الحركية والبدنية والفنية.
- يمكن استخدام هذه الطريقة لأغراض تصحيحية، مما يسمح للاعب معين بتحسين نقاط ضعفه وتعزيز نقاط قوته.
للحاق بمستوى التعلم العام لبقية المجموعة في نقطة معينة من المحتوى.
- يمكن أن يساعدنا هذا الأسلوب في التعليم أيضًا على تطوير المهارات المحددة للاعب معين.
- أثناء العمل الجماعي، قد يكون من الصعب تقديم كل الاهتمام الفردي اللازم لأعضاء المجموعة المختلفين. لذلك، يمكن تنظيم أنشطة محددة في أوقات معينة لمساعدة اللاعبين على التقدم في مجالات معينة من التعلم.
- يقوم المدرب بوضع برامج وأهداف تعلم فردية ويصمم أوراق عمل لكل لاعب.
- يتحمل اللاعبون بشكل أساسي مسؤولية تنفيذ كل تمرين فردي.
- يعمل المدرب كمراقب أثناء التمرين ويشرف على الجلسة مع الحرص على تقديم التصحيحات الفردية عند الضرورة.
- يقدم المدرب تقييمه النهائي في نهاية الجلسة مع التركيز على تحقيق الأهداف الفردية التي تم تحديدها في بداية الجلسة.
- يجب العمل باستمرار على مستويات الانتباه والتركيز.
- قد يتم تقييد إبداع بعض اللاعبين بسبب تركيزهم المباشر على البرنامج الموجود في أوراق عملهم.
الأهداف المراد تحقيقها في إطار التعليم الفردي هي كالتالي:
- تكييف عملية التعليم مع القدرات الحركية والمعرفية والفنية لكل لاعب ومع وتيرة تعلمه.
- إنشاء علاقة أكثر تخصيصًا مع كل لاعب من خلال تحديد أهداف أكثر تحديدًا لتحسين فعالية التعلم.
- تدارك التأخيرات الناتجة عن مواقف مثل بدء عملية التعلم متأخرًا، فترة من عدم النشاط بسبب الإصابات، قدرة محدودة على التعلم، إلخ.
• إنشاء عملية تعلم أكثر فعالية لبعض نقاط المحتوى، نظرًا لوجود اختلافات في المهارات الأساسية أو في وتيرة التعلم.
• تطوير استقلالية اللاعب.
• تخصيص بعض جوانب التعلم؛ إدخال مفهوم التخصص.
• تحسين مراقبة أداء كل لاعب